Saturday, January 6, 2007

بين أمل واسرائيل

السلام عليكم،
في البداية، أجد من الضروري التطرق الى الهوية اللبنانية، فأنا مواطن لبناني قبل أي صفة أو نعت آخر، وكوني لبناني يفرض علي الولاء للقومية اللبنانية قبل أي عامل أو قومية أخرى.
لذا، اعذر بساطتنا، واسمح لنا بعفوية الردّ، ولو المختصر على بضع ما تتطرقت اليه، في رسالة لم تفاجأ متتبعي أقوال حركة أمل وأفواج المقاومة، فالكلام الهش الذي صدر منك، يبدو عادياً أمام ما اعتادت المنطقة لسماعه من أفواه لا تقوى الا على الصراخ والانفعالات...


لا بدّ من تذكيرك، أن أفواج المقاومة الاسلامية تلك، كانت الأولى لاستقبال الاسرائيليين ، والفرح الذي اعترى قلوب اللبنانين من الشيعة فاق كل ما قد يجول مخيلتك عن ابتهاج مسيحي.
فقد شعر الجنوبيين أن اسرائيل آتية لترفع شبح الهيمنة الفلسطينية عن أراضيهم وتعيد لهم سيادة على دويلة حلم موسى الصدر بانشائها "للمقهورين".
وان كان من الضروري العودة الى التاريخ، فذلك لاستيقاء الحكم، وتحرير بعض العقول المدفونة في رمال الصحراء، وما سنذكره ليس سوى بضع مقتطفات عن تاريخ حافل بالخيانات، لقضايا تبتهجون برفع شعاراتها.

فالجميع منا يذكر ما سبق وقامت به القوات الاسرائيلية يوم اجتياحها جنوب لبنان ، ولمصداقية التاريخ، سنذكر بضع مراجع تتيح للقارئ الوقوف والتساؤل حول حقيقة حركة أمل والأطروحة الشيعية.

فان القوات الصهيونية لما دخلت بلدة النبطية لم تسمح الا لحزب امل بالاحتفاظ بمواقعه وكامل اسلحته
(رويترز- 1/7/1982)

أتبدو تلك مصادفة نتجت عن محاولة اسرائيلية لاستقطاب الأطراف الشيعية؟ تجدر بنا اذاً مراقبة وجهة نظر حركة أمل ، والتي عبر عنها حيدر الدايخ احد كبار الزعماء الشيعيين في الحركة خلال احدى مقابلاته حيث يقول :
كنا نحمل السلاح في وجه اسرائيل ولكن اسرائيل فتحت ذراعيها لنا واحبت مساعدتنا . لقد ساعدتنا اسرائيل على اقتلاع الارهاب الفلسطيني (الوهابي ) من الجنوب (مجلة الاسبوع العربي 24/10/1983)

وهذه ليست سوى صورة مبسطة عن الحقيقة التي شابت العلاقة بين حركة أمل والجيش الاسرائيلي على الرغم من كل المواقف المنددة والمهددة التي تندرج ضمن اطار الألاعيب السياسية لتضليل الرأي العام.

ما فاجأني في رسالتك، هو اتهامك القوات اللبنانية بمحاولة تقسيم لبنان، على الرغم من كل الاشارات التي تفيد رفض القوات لأي مشروع تقسيمي وتمسكها بالكيان اللبناني كركيزة لأي مشروع مستقبلي.
لنا من الحق أن نسأل، أليس أولائك الذين يطالبون بدولة اسلامية في لبنان، هم من يفتحون الأبواب أمام محاولات التقسيم والتوطين؟ أليس أولئك من يحتفظون بسلاحهم الغير مببر في دويلات عسكرية ضمن البقاع والجنوب وبيروت أجدر بالأتهام بالعمل للتقسيم؟
ان هذه الأضحوكة التي تذكرنا بها، قد مرّ عليها الزمن ولم تعد صالحة في مجتمع اسلامي ومسيحي بات واعيا ً لهده المحاولات اليائسة.


تجدر الاشارة، الى أن القوات اللبنانية خاضت أشرس الحروب لمنع تمرير مشروع مورفي-الأسد في السابق ، ولدرء المشاريع الأميريكية للتوطين، ووقفت حاجزا ً أمام الادارة الاميريكية في عملية تسليم لبنان لسوريا فكان من الضروري العمل على ازاحتها!
ان الغريب في الأمر هو أن نبيه بري بنفسه اتهم سابقا ً بكونه عميل أميريكيا ً، وهذا الاتهام لم يأتي من المسيحيين، بل من السفير الايراني بلبنان " حجة الإسلام فخر روحاني" في احدى الصحف الايرانية حيث يقول :
" : إنه عضو في السي ، آي ، إيه [ المخابرات الأمريكية ] ، وكان انتخابه رئيساً لمنظمة أمل بحماية السفارة الأمريكية... أمريكا تدعم عملاءها مباشرة أو عن طريق التابعين لها ، وإلا فكيف يمكن تفسير قيام الجزائر بدفع خمسين مليون دولار لمنظمة أمل ؟ ما هي علاقة الجزائر ؟ بلد سني في شمال أفريقيا يقوم بدعم الشيعة في لبنان ، ظاهرة فريدة وحسنة ولكن أنا أعرف بأن أمريكا وراء دعم الجزائر للشيعة "(صحيفة اطلاعات-كانون2 1984)
ليست القوات اللبنانية من عملت للحصول على دعم ٍ أميريكي للوصول الى رئاسة مجلس النواب مرارا ً و تكرارا ً, فرجاء ، لا تراشق الحجارة وانت في منزل من زجاج.

ان المؤامرات الصهيو-أميريكية لم تكن لتمرَ لو لم تقم الحركات الشيعية المشبوهة، كحركة أمل، بتمريرها مقابل صفقات تمت على حساب القضية الفلسطينية في لبنان.

ان حركة أمل لم تقم فقط بتمرير الصفقات والموافقة عليها، بل وشاركت في المجازر التي قام بها السرائيليون في المخيمات، ونذكر، على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي:
" هاجمت قوات أمل مخيمي صبرا وشاتيلا، وارتكبت فيهما مجازر أبشع من التي ارتكبها اليهود والقوات اللبنانية، فحتى المرضى في مستشفى غزة لم يسلموا من المجزرة، ومما زاد من هول المذبحة وبشاعتها، انضمام اللواء السادس في الجيش اللبناني لحركة أمل لأن أفراده وقيادته من الشيعة...( أمل والمخيمات الفلسطينية، ص: 89 – 109)
حدث كل هذا والحركة لا تزال تتغنى بحماية الفلسطينيين، طمعا ً فقط بالمساعدات العربية المخصصة في هذا السياق، فكم من الاموال قد أُخذت تحت شعار القضية الفلسطينية، التي أصبحت كأحجار الطاولة يتلاعب بها الجميع، من كل جهة وصوب.
عفوا ً ، ليس من الضروري اطالة الحديث، فمن الواضح غياب الموضوعية عن حديثك وارتكازك على عمليات غسيل الأدمغة التي تعرضت اليها فبات من الصعب لك قراءة الحاضر والماضي بشكل منطقي.


اليك أقول، اخرج من قوقعة العدائية، واغلق كتب الحقد ، لتصبح ضمن لبنان الجديد... لكن حذار الابطاء فقافلة الحياة مستمرة، ولا مكان لأشباح الماضي في الغد القريب...
وكيف أنهي رسالتي ، سوى ببضع كلماتٍ لبطلٍ شرب من الأرز دهوراً ، " للتاريخ تاريخ مشهود، هو يمهل ولا يهمل، يغض الطرف أحيانا ًلكنه لا ينسى، يتغاضى لبعض الوقت لكنه لا يرحم!"





توضيح : ان هذه الرسالة أتت ردا ً على رسالة تلقيناها من أحد أعذاء حركة أمل تتهم القوالت اللبنانية بالتعامل مع اسرائيل والرغبة في تقسيم لبنان.

No comments: