Sunday, January 7, 2007

الى فخامة الجنرال

أخطأت... والحسبان عند الله.
عدت، يا صاحب الجلالة، فانهالت براعم الورد من على الشرفات لتطأها قدميك التعبتان.عدت، حاملاً صولجانك المثقل بهموم الناس و ارادة التغيير الصارمة...قاسيا ً كنت، وانتزعت السياسة من فم الأسد... أو فم المعارضة.. فلا فرق، ان المعارضة هي الأسد،فهي الآمرة والناهية، والمتحكمة، بكل مفاصل البلاد!ألم يخطأ سعد الحريري حين تريث في اعلان اسمك لسدة الرئاسة، أنت الذي وقفت الى جانبه في كل المحن!!ألم يخطأ سمير جعجع بالسماح لحزبه ترشيح أعضاء للمجلس النيابي...وهو المدرك ضعف حجمه التمثيلي وهول الزخم المتوافر لدى الناس حول شخصك؟ألم يخطأ وليد جنبلاط بدعوتك تسونامي فور عودتك، وهو مدرك أنك أمين على المعارضة كحياتك، فلا تقبل بشرذمتها ، ولا ترضى باضعافها!!صحيح ٌ أنك أعلنت أنك فرح بتقسيم المعارضة، الا أن ذلك لم يكن الا في باب المشاحنات السياسية! فالكل يدرك من أنت، يا صاحب الجلالة، وتاريخ نضالك الطويل في ظل الرياح العاتية، وكلنا يعلم أن السفينة لن تقع، ما دام هنالك قادة أشداء مستعدون أن يُدفنوا في بلاط قصرهم على أن يتركوا البيت في العاصفة!!غريب أمر بعض أولئك الساسة في لبنان!! فهم حقا ً يريدون شخصا ً نظيف الكف والتاريخ، ثابت في مواقفه، يملك مشروعا ً استراتيجياً للمنطقة وللمستقبل، ويحمل في ملامحه الصدق والنزاهة!!خسئوا ، فكيف تهيأ لهم أن تلك الصفات قد تتواجد ولو للحظات لدى أي من المرشحين الآخرين دون سواك!فأين دوري شمعون من تضحياتك، وأين حزبه من تاريخ نضالك!!صحيح أن الرجل فقد أخا ً !! ولكن، فخامتك خسر سنين من العمر في باريس، وحيدا ًو بعيدا ً عن لبنان وجمال الحياة فيه!!وأين نيلى معوض عن هذه الصورة، وهي التي لم تقدم سوى زوجا ً وسنين من العمر !! لكن الحياة قطار مستمر، فقد كبرت المرأة بالسن ولم تعد تصلح لرئاسة الجمهورية ؛ لا تخف، يا صاحب الجلالة، فسنين عمرك الطويلة ليست سوى منارة لخدمة لبنان في كل المجالات!!ومن هو بطرس حرب؟ وما أهمية كونه نائبا ً منذ عام 1972؟ وكونه حمل مع بضع الأقطاب السيحيين مغبة فشل حرب التحرير ! فهو لم يهرب من لبنان ولم يذق طعم الغربة !
امتلأت جدران بيروت بالشعارات الفارغة المطالبة بالحقيقة!فلا نسمع منهم سوى الاصرار على كشف الفاعلين، الا أنها أمامهم ، منجلية!أنهم من قتل رفيق الحريري لأنه أدرك حجم التيار الوطني الحر فاستنجد به!
أنهم من قتل جبران تويني، لأنه أدرك خطأه الشديد وتاب عنه بعد ما أعلن فارس جلالته الرسمي أن ممثلي بيروت هم خونة ولا يعبرون عن ارادة أهلها!
أنهم من قتل جورج حاوي و سمير قصير، لأنهم رأو في جلالته صورة القائد اليساري المناضل!
أنهم من حاول قتل ميّ شدياق، لأن قلمها الحر عبر مرارا ً عن حالة الرفض لدى الشعب. صحيح ٌ أن الرفض كان في بضع الأحيان لمواقف جلالته ، الا أن ذلك لم يكن سوى لتضليل الاعلام!
كما أنهم، نفذتم المؤامرة، وحاولتم قتل الوزير السابق المقرب من جلالته، لأنه
أدرك أن الخلاص لا يأتي من أصحاب الوعود المنقوصة والمواقف المشرفة!
لما الحيرة حول علاقة حضرتك بالدويلة الاسلامية في لبنان!؟فهل يظنون فعلا ً أنك تريد الرئاسة فقط من وراء ورقة التفاهم؟ ما أصغر عقولهم وأتفه حساباتهم! فلم يضعوا في الحسبان أنك ذهبت زحفا ً الى أحضانهم لتعيدهم الى لبنان، بل تناسوا أنك أعدت القومي والبعثي والناصري الى حظيرة الوطن! ما أعمى بصيرة هؤلاء!
لقد سقط بعضهم في متاهات السياسة عندما سمعوك تتكلم خطابا ً ألفته أبواب عنجر والقبور المتنشرة حواليها... فلم يعرفوا أن هذا تكتيك تعتمده حضرتك لتصل الى السلطة وتحاسب من باع لبنان في عام 1990 عبر حسابات عسكرية وسياسية خاطئة!
صحيح ٌ أن اميل لحود قد مارس العديد من الأخطاء بحق لبنان، الا أن ذلك لا يحرمه الحق بتسمية البديل!!
أي عدل هو ذلك، فللرجل فضل على حالة لبنان اليوم وهو حريص على اكمال المسيرة عبر المطالبة بشخص من المدرسة ذاتها
!يا صاحب الجلالة! لا تكترث لأولئك الذين رفضوك للرئاسة! فحين يُغلق باب، تفتح نافذة!!وان كان البعض يرفضك، فستجد الكثير من ذوي الصيت الحسن ليعلنوا دعمهم لك! فطوبى لبلاطك الذي حمل أمثال السادة وئام وهاب وطلال ارسلان وناصر قنديل!
يا لكرم أخلاقك، سيدي! فعلى الرغم أنك الأب الروحي والفعلي للقرارات الدولية، ولدى حاشيتك فحوص طبية بذلك، الا أنك تنازلت عن حقك ، "كرمى لعين أهل البيت!". يا لشهامتك، فانت فضلت شرذمة 14 آذار وكل المعارضة، لترفض المساومة على مقعد حليف لك في الجبل!! أهل من حب أعظم من أن يبذل الانسان نفسه، في سبيل نفسه؟
ما الفارق ، يا صاحب السمو ان ربحت الهيئات الطلابية أو خسرتها، فان ربحت، كنت الأقوى، وان خسرت، بقيت الأقوى لرفضك المشاركة في انتخابات مزورة! يا للسخرية، كيف يعمد أولئك المنحرفون الى التلاعب بالقوانين لمنع أتباعك من الوصول الى المراكز في الجامعات!
غير أن الباطل لا يدوم طويلا ً ، فالفوز كان من نصيب حضرتك في كل الكليات الاسلامية، لتؤكد للجميع أنك لست طائفيا ً، وتنبذ كل الكلام المتعلق بتمثيلك المسيحيين فقط!
لست ملكا ً للسياسة فقط ، بل أنت للمجتمع في كل محنه! وما ارسال نصف مليون مشارك من قبلك في أضخم مظاهرة نقابية في العالم العربي سوى صورة مصغرة عن اهتمامك الكبير بحقوق مواطنيك!
وقد يسأل سائل، أن أكثرية أتباعك من الطبقة البرجوازية التي تتحكم بالأسواق المالية! فلهم نقول: " ان عهد المحاسبة آت، ولو تأخر قليلاً ، وسيتحمل كل مسؤوليته!". وانطلاقا ً من ايمانك بهذا ، أكدت رفضك للتحالف مع غبريال المر، وفريد الخازن وفريد مكاري، لضلوعهم في مشروع التجنيس وسرقة أموال الخزينة والحصص الوزارية!
ما أكثر أحصنة طروادة يا سيدي !! فحذار منهم!
هنيئا ً لنا، نحن المسيحيين، عقلية المتاجرة والهوس بالشعارات والصور... وهنيئا ً لك هدير أصوات الشهداء الذين دنست قبورهم بأشواك ورود ٍ بيضاء!! هنيئا ً لك المركب الجديد،وللمسيحيين ليال ٍ سوداء قادمة!
أخطأت َ !! وعلى الله الحسبان

No comments: