Saturday, January 6, 2007

الى أطفال قانا



أترين تلك النجمة هنالك؟
انها الرابعة بعد الظهر...
لم يعد للوقت معنا ً ... تحترق في احدى الزوايا يد طفل ٍ ، تركها وغادر الى ضفاف القمر...

صوت أنينٍ من تحت الركام...
يرتفع صراخ أولاد الدمار...
رائحة الخمر تعبق في المكان... انه العرس... عرس الدم، والزواج تكرس بين التراب المفجوع، والأجساد الطرية...

يلعبون بين الغرفة والأخرى...
يتشتتون، يتبعثرون...
قطعا ً هنا ً ، وألوانا ً هنالك... هات ِ الدمية من قرب الحائط ، فاحد ورود الشمس اشتاقت لملمسها!!

كانوا هنا ليلا ً ...
كوميض الصلاة ارتفعوا...
يحتضن ذلك الصبي حفنة تراب... يريد الاستأثار بالأرض...يريد طرد الضحية!

في عمق هذا الجحيم...
احمرار ُ خريفي ٍ على خدود احدى النسمات...
رحلوا ، ولم يتركوا لنا سوى عبارات الصمت، وأرجوحة ً تتمايل مع بكاء الأباء...

لون السماء تغير...
ففيه قليلٌ من وجوه الفتيان...
وفيه كثيرٌ من صراخهم...لم يبق َ للوجوه أثر... اضمحلت في أعمدة العيون الممزقة...

صفاء الوجود يحترق...
عكرته رائحة الأجساد المشتعلة...
ومزقت سكونه رياح ٌ قاتمة... فأردَت على الأرض بضع الورود الحمراء...

أترين تلك النجمة؟
انها من صنع الأحلام...
فقد رسمتها يد ُ فتاةٍ عشقت الحياة... فارتُهنت للموت...

لم ينم الأطفال تلك الليلة...
أرادوا ركوب الخيل...
أرادوا بيت دمى ً... وقصص الأبطال العصرية...

تمزقت قاماتهم...
بين الأحلام وصوت الملاجئ...
نثر الهواء ما تبقى من أشلائهم... في الحقول وفوق السطوح...

نامت الأشجار شاحبة
لون عيونها من براءة الأطفال...
وظل أغصانها يرتاح فوق أجفانهم المتعبة...

أترين عبثية الأمواج؟
انها لا بد ّ ثائرة...
تريد الانعتاق... تريد الحرية!!

اختبأ الحق في احدى الملاجئ...
ذهب ضحية ً هو الآخر...
فالجلاد يغمض عينينه... وترتفع يده كجنون العاصفة!!

لا ينام الأطفال في بلدي...
فهم يخافون الرحيل...
يحرسون الليل ببشرة ٍ من فضة... يخفقون النور في الصحراء...

حزم أحدهم حقائبه...
ارتدى وشاحا ً أحمرا ً ...
و تكفن بالرماد المرتعش فوق أنفاسه الأخيرة...

أترين ذلك الفراغ هنالك؟
سقطت من السماء نجمة ٌ...
ارتمت في أحضاننا .. لتستقر في دموع احدى الأمهات...

No comments: