Saturday, January 6, 2007

المواجهة المحتملة : دوافعها ومخاطرها


تسعى الأوساط الشعبية في حزب الله، بايعاز ٍ من قادتها، ببث أجواء توتر ٍ مستمر في محيطهم البنيوي.
فالحملات الاعلامية المركزة على القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، انما هي تأتي في سياق مشروع ٍ مدبر وضعت أسسه منذ مقتل الشهيد جبران تويني.
انها من سخرية القدر أن تشغل المنار وتلفزيون الجديد دور القاضي الذي يوزع صكوك البراءة والعمالة. وما تاريخ هاتين المحطتين، أو من يمثلان، الا بشاهد ِ على فداحة الموقف ووقاحة القناع.

يسعى حزب الله وسوريا الى اشعال المواجهة في لبنان، تحت ستار المشاركة في الحكم.

أولا ً : لماذا التنطح خلف الشعارات الواهية؟

ان اصرار حزب الله على مبدأ المشاركة في الحكم لا ينطلق من ايمان ٍ راسخ بأحقية الطرف الآخر بالتمثيل الصحيح. فمطالبة الحزب مرارا ً بالدولة الاسلامية ليس سوى دليل على تخطي مبدأ المشاركة وتطبيق مبدأ الأكثرية الديموغرافية أو الأقلية...
الا أن معظم حركات الانقلاب على النظام وعلى السلطة تسبقها نعوت العمالة والتفرد في الحكم.
عندما قرر الخميني اقرار الثورة والاطاحة بنظام الشاه، عمد الى تخوين الحكم ونعته بالعمالة وتجاهل ارادة قسم كبير من شعبه.
هكذا قام صدام حسين بتطبيق ثورته على النظام الأسبق...
وها روسيا تُخبر بلسان لنين أن "الثورة على الحكم هي لمشاركة الطبقة العاملة في السلطة" ، وتخوين كاسترو للنظام الكوبي كان مقدمة للعمل على اسقاطه...
اذا ً ، لا يستطيع حزب الله اسقاط الحكومة الا من خلال ايجاد حالة عصيان ٍ تبدأ بتخوين الأكثرية لتصل الى المواجهة المسلحة.

ثانيا ً : لماذا تريد سوريا المواجهة اللبنانية الداخلية؟

تسعى سوريا منذ خروجها من لبنان مرغمة ً ، على الاخلال بالأمن في سبيل تحقيق الهدفين التاليين:
1- اسقاط الحكم المنبثق من ثورة الأرز واستبداله بحكم ٍ أقله موال ٍ لنظام الأسد.
2- التنصل من المحكمة الدولية عبر تصوير لبنان للمجتمع الدولي كدويلات منقسمة على بعضها، لم يُثبت استقرارها الا الوجود السوري المسلح.

لذل تعمد سوريا الى التحريض أو القيام باغتيالات تولد لدى أحد الأطراف حالة هلع ورغبة انتقام، فيما تقوم أجهزتها بتعبئة الطرف الآخر تحت حجج ٍ واهية: المطلوب واحد، الاقتتال الداخلي بين القوى الأمنية وحزب الله.


ثالثا ً : أين حزب الله من المواجهة؟

عام 1943، استقر الميثاق الوطني على اتفاق ٍ سني- ماروني، مرتكز ٌ على توازن ُ يخلقه العامل الدرزي.
على أنقاض الحرب الأهلية، ساوم السنة والمسيحييون في الطائف وتوصلوا الى اتفاق دستور جديد.
وقف حزب الله يومها موقف المعادي الشديد للطائف واعدا ً "بتمزيقه أربا ً .
يجد اليوم حزب الله من المواجهة فرصة ليفرض شروط المنتصر، فهو يعتبر أن أي مواجهة ستؤدي فورا ً الى انقسام الجيش والقوى الأمنية، وبالتالي الى سيطرة ميدانية لقواته مما يسمح له بفرض مطالبه التي بدأ يروج لها طراد حمادة مؤخرا ً عن وصول الشيعة الى رئاسة الجمهورية.

رابعا ً : ما المطلوب من قوى 14 آذار؟

المطلوب بسيط جدا ً ومعقد ُ جدا ً !
فخيار المواجهة في أفضل نتائجه خسارة على الحكومة، وفي أسوئها ضياع الوطن في تجاذبات ٍ متعددة!
المطلوب اذا ً ، الامتناع عن أي عمل استفزازي، أو رد ّ فعل ٍ غرائزي، أو مظاهر انتقامية. المطلوب وعي ٍ جماعي، يُسقط مشروع الفتنة التي يراهن الحزب عليها لاسقاط الدولة والنظام في لبنان!

No comments: