Saturday, January 6, 2007

استقلال ٌ جديدٌ على الأبوب


تعود الذكرى
كما في كل 22 تشرين..
فنرمي بضعا ً من أثقال الكتف الأيمن، الى يسراه، ونكمل درب الجلجلة، تحت شمس تغيب عنها الألوان..
يأتي 22 تشرين، ككل عام، فتسقط معالم الوطنية، أمام حلم وطن، وأنشودة حرية..

في هذه الذكرى،
ننسى طلقات المدافع، واستقبالات التهنئة بالعيد الكريم، لنرتمي في أزقة الظلام ، نبحث عن أشلاء رفيق خسرناه، ونراقب أفق الأيام، نحلم بعودة السفينة، ليعود الأبطال...
في هذه الذكرى،
نمرّ عن الأَََعلام ِ مرور الكرام ، ونجلس تحت الريح، نحمل وردة ً، وقبلة، نضعها بشجن ٍ على تراب شهيد.. نُرنم بضع أغاني مطر لنسرق لحظات فرح، من قافلة مستمرة...
نرتمي على مذبح قديم، يحمل عنق المأساة، لنراجع أمسيات النار، في زمن بعيد..
نرتعش أمام وهلة النصر... أمام أحلام ٍ عشقناها بتأن ٍ ...
نعود الى لحظات ألم ٍ، ونحمل الخوف بتأن ٍ ، عل ّ الصمت يعبر كالكلام...
تحملنا هذه الذكرى، الى أسطورة وطن، يخاف الحياة...

نكفف لأم ٍ دموعا ً يتيمة.. عن ولد ٍ رحل ليصبح نجمة في السماء...
نصافح رفيقةً ، سقطت يدها شهيدة الاستقلال، ونناجي آخراً سبقنا الى العرش...

في هذه الذكرى،
نصلي...نصلي لعودة أبناء ٍ طواهم غبار النسيان، وتبقى ذكراهم كالجمر في الرماد...
نصلي لهم، ليخرجوا الى النور فيبصروا شعاع القيامة، مع لبنان الجديد...

في هذه الذكرى،
اجعلوا من الاستقلال اعصارا ً ، أو عاصفة شمالية، لتعيدوا البسمة الى وجوه الأرامل...
اجعلوه نورا ساطعا ً، يحمل الأمل للمعتقلين، بغد ٍ أفضل...
اجعلوه هدير أمواج، يطيح بتجار الهيكل...
اجعلوه غابة أرز، تكمل الانتفاضة...حتى النصر!
لا تفرحوا ولا تنثروا الورد، فالفرحة تحترق بغصة ٍ ، والاستقلال المنشود لا يزال بعيدا ً... لا تسكروا بالانتصار، فالطريق طويل، والسقوط تحت الصليب محتم ٌ !

في هذه الذكرى،
نخاف الاحتفال، فهيبة الموقف تستدعي الحزن...
ما من استقلال منقوص...
ما من استقلال دون وطن... ما من وطن ٍ دون حرية... ما من حرية دون الجميع...

علّ الذكرى القادمة، تحمل أفقا ً جديد... لنصبح من التاريخ، صانعي المستقبل!


No comments: